نهاية غير متوقعة
(الفصل الأول )
الكاتبة :شهد حسين الخطيب
ملاحظة : إن هذه القصة من سرد الخيال وأي تشابه في الأسماء يكون على سبيل الصدف .
ها أنا أسير ليلا وأحاول تذكر تلك الصدمة التي تعرضت لها . إلى أين الاتجاه والى أين أسير, امشي وحالتي يرثى لها ....... حياتي كتاب طويل وقد وصلت إلى صفحة بيضاء خالية .
من أين أتت ...!! وهل هذه النهاية أو ماذا بعدها ؟ لكن كلما أتذكر ما حصل معي أتمنى لو باقي هذه الصفحات تكون بيضاء ولا أرى المزيد من المعاناة و الحزن واليأس الذي مررت به و الذي يمنعني من التكلم ألان ........ ما حصل ليس مجرد خلاف عائلي أو مشاكل تواجهنا في الحياة بل هو يأس جعلني اخترق الصفحات الأخيرة من قصة حياتي التي لم تكتب .
منذ إن كان عمري يوماً كتب علي الشقاء والتعب و إلغاء مبدأ الابتسام من معجمي وبدون أي سبب عشت حياة تلك الفتاة البريئة المحبة للجميع ونسيت إنني لن ارزق بحياة أخرى أعيشها .
ها أنا انظر لأول مرة وأنا اخرج من بطن أمي وارى شريط حياتي يمر بسرعة ما هذا الذي أراه ؟؟!!.... هل هذه حياتي صفحة سوداء لا تميل حتى للبهتان أو حتى أي وميض بسيط يلمع من بعيد .
ولدت و أصبح عمري يوما , شهرا, فسنة وبدأت امشي وأتعثر اركض أتكلم حتى بلغت السابعة من عمري لأجد نفسي أصبحت تلك الفتاة الواعية لتبدأ وتبني حياتها ,كنت شجاعة قوية و حنونة في الوقت ذاته ............. قررت التقدم لأجد أول عقبة في حياتي .. ذلك الرجل الضخم والكبير في السن اسمر الوجه ومرعب ...! من هذا الرجل الواقف قرب باب منزلنا الصغير بجانب النافذة المكسورة و الستارة الممزقة ؟؟.. ردت والدتي بشعور مرتبك ممزوج بالاشتياق و الخوف : انه والدك يا ليزا ........ ثم تجرأت والدتي لتتكلم مع والدي قائلة : ماذا تريد يا جاك ..؟؟؟
- أريد باقي النقود لديكم يا امرأة.... أجابت أمي بارتباك وبصوت منخفض يكاد لا يسمع وتمتمت قائله : لقد .. أخذت كل ما نملك ونحن من عليه أن يسألك أين ذهبت بمالنا كل هذه السنين و بسرعة خاطفة رفع يده عاليا ليصفع والدتي على وجهها أمام عيني ........!! وتسقط على الأرض وخدها يسيل دماً من شدت الصفعة وأكمل قائلا :وتردين بكل هذه الوقاحة .. هذه فقط ما تحسنينه.. يا اليانا ؟؟ وأكمل صراخه قائلا :إنني اخذ هذه المال لمنفعتكم ولمساعدة فقرنا .
- تكلمت والدتي في ظلم وعيناها غارقتان في الدموع : كاذب ..!! مخادع تركتنا نموت جوعا وتقول منفعة ؟؟!.. أطفالي جياع كما هو حالي نتسول خلف بقايا الناس لنجد ما نأكل و أجهشت بالبكاء ليكمل والدي ذلك النقاش الحاد : وما إدراك يا هذه إني أقيم متجرا وإرباحه تزداد كل يوم لكنه !!.. وصمت لوهلة فتكمل والدتي : لكن ماذا ؟.. حرق ! هدم ! سرق ! اختفى .. هذا كل ما تجيد الكذب .
- أثار في أبي هذا الكلام لدرجة انه رفع يده ليضرب والدتي مرتاً اخرى لاتلقى تلك الضربة القاسية ...! إلا أنني حاولت النهوض من جديد لأكمل رغم الألم الذي اشعر به : ماذا...؟ هل تظن أن كلامك معنا يجدي بمنفعة ؟ ها !! اخبرني ... بقي صامت لاكلم انا بقهر :هيا اذهب من هنا .... وأكمل خيالك هذه ! نحن لا نريد منك سوا الابتعاد عنا وتركنا وشأننا ...... وماذا أيضا تريد المال تفضل ... هذا كل ما نملك !!! وحملت كيس كسرات الخبز الجاف وقدمته له وعيناي تملأن دموع الظلم ......... نظر إلي وما زالت تلك النظرة على وجهه ... تقبل من ذلك التصرف واخذ الكيس وخرج مغلقاً الباب خلفه بقوة !!!
( الفصل الثاني)
" الرحيل "
للكاتبة : شهد حسين الخطيب
بعد أن غادر والدي المنزل .. جلست مع والدتي لنرى ماذا سنفعل ألان ؟... فاقترح أخي الصغير لويس على أمي موضوع الرحيل ...... فكرت أمي في الموضوع وقالت :حسناً لنذهب إلى منزل عمي الفرد وهم سيسمحون لنا بالبقاء عندهم حتى نعمل ونبدأ من جديد , لكن ومع تلك الفكرة الجيدة كانت أمي في تردد وحيرة ؟ فأردت موافقتها الرأي لأنه ومهما كانت تلك الفكرة أفضل من البقاء هنا في هذا العجز ....
أسرعت أمي وضمتني إلى صدرها الدافئ وقبلتني على راسي قائلة : ما لي غيركم يا صغاري .. ركض أخي وضمها بقوة وهي تبتسم لنا إلا أنني لاحظت تلك الدموع المحشورة في جفونها حزننا على حالها .
وفي اليوم التالي حزمنا إغراضنا البسيطة المكونة من بعض الثياب المهترئة والخبز والماء من اجل الطريق وكلب أخي المرقع النحيل .
ثم خرجنا بحزن وأمي تضع قطعة من الخشب لتغلق باب المنزل و التفتت ألينا قائلة : هيا لنمضي لعلاها تفرج ....؟ أمسكت بيدي وبيد أخي من الجهة الأخرى وسارت بنا في تلك الطريق الخاوية ...... وفي أليل وبعد الاستمرار الطويل في السير وقعت على الأرض تعباً لكن أمي مازالت في همتها العالية لتتحرر من المعاناة فقلت لها : أمي أرجوك دعينا نتوقف لوهلة فقط !....... ابتسمت لي وقالت :حسناً يا عزيزتي بعض خطوات بعد لنصل إلى تلك التلة ونرتاح .
أكملنا مسيرتنا حتى تلك التلة وجلسنا ننظر إلى أنوار المدينة التي وشكنا أن نصلها ..... وعندما جلست أسرع أخي إلى جانبي ليشاهد ذلك المنظر لأول مرة .... كانت أمي مستلقية خلفنا مباشرة .
نظرت في عيني أخي المندهشتين من المنظر وهو يأكل كسرات الخبز التي أحضرناها معنا ..! وقلت له : هيا لنكمل طريقنا حتى نستطيع التمعن في هذا المنظر عن قرب ... أمسكت بيده وعدنا إلى أمي ........ لكن المفاجأة كانت تنتظرنا هناك ...؟!!
- ما بك يا أمي ؟.. أمي أمي؟ لكنها لم تستيقظ كانت ترتعش وتنتفض وحرارتها عالية والعرق يصب من كل جسمها .......... حاولت ايقاذها مراراً لكنها لم تحسن سوا الأنين فبت اصرخ :أمي أرجوك استيقظي يا أمي وأخي يبكي فوقها لكن ما بيدنا حيله ...؟
وبعد أن تمالكنا أعصابنا فكرت قليلا ثم أحضرت لوحاً من الخشب وربطت جميع ملابسنا مع بعضها البعض لتشكل حبلا متيناً ثم تعاونت انا وأخي على محاولة رفع والدتي على ألوح المربوط بإحكام ليخرج من تحتها ذلك العقرب الأشقر المرعب وبخطوات ملأتها الجرئه أمسكت بتلك الصخرة ورميتها عليه وأخي إلى جانبي يبكي ويشير بيده إلى العقرب الميت : مت يا وحش لا تعرف ما وضعنا ألان ...؟؟ ضممته إلى صدري كما كانت تفعل أمي وأمسكت بحبل الملابس وحاولنا جره سويا لنحرك جثة أمي الساكنة ...........؟؟؟!!!!
(الفصل الثالث )
" الرجل الغريب "
وصلنا وبعد صراع طويل الى اطراف المدينة وانا احاول بخطواتي الصغيرة سحب والدتي بالأضافة الى اخي النائم الى جانبها من كثرة البكاء ..... وما زال في قلبي امل وجود انفاساً ما زالت حية في داخلها وكلما تذكر ان حياة والدتي بين يدي ازيد من جهدي اكثر لعلها تنجو...........
ومن بعيد لمحت رجلاً يركب شاحنة و يلوح لي بيده.!..... ركضت نحوه لعلي اجد معه بعض الطعام او حتى القليل من الماء !! وعند وصولي اليه سألني قائلا : هل تواجهين مشكلة ايتها الصغيرة فأنا اراك من بعيد وانتي تجرين شيء ثقيل ؟!....قاطعت كلامه بسرعة : ارجوك ايها الرجل الغريب ساعدنا .... وصفت له كل ما حصل معنا ..........فأشفق علينا ثم قال:تعالي معي .... اتجهنا نحو والدتي واخي الصغير ثم قام بحملها على ظهره ووضعها داخل الشاحنة اما انا فامسكت بيد اخي وركبنا الى جانبها .... ثم سار بنا.
بقيت انظر الى وجه والدتي الشاحب والمغطى برمل , قبلتها على رأسها وانا قابضة على يدها بشدة ...........
.نظرت الى الخارج بدهشة !وانا ارى المدينة المليئة بالالوان والحيوية وفساتين الفتيات المزركشة والمرتبة !!..... شعرت بشيء يشدني من كتفي فلتفت , لارى اخي لويس يحاول جذب انتباهي لانظر الى ما كان ينظر وقال : انظري يا ليزا الى بائع الفواكة لا شك بانها شهية جدا!! .............. ابتسمت له وانا المح عينيه الفرحتين فقط لانه راى فاكهة يحبها.. ثم مسحت دموعي بسرعة قبل ان تسقط فيفضح امري . وقلت في نفسي : لماذا ؟ لماذا نحن فقط من يعاني يا امي ومتى ستفرج كما قلتي , حقاً لقد مللت الصبر !!
توقفت الشاحنة فجأة ونزل الرجل منها مشيراً لنا بالبقاء هنا .
بقينا نراقب خطواته حتى اختفى !! ثم عاد لنا وهو يحمل حقيبة كبيرة مليئة بالفواكة الطازجة اظن انه احضرها من نفس البائع الذي كان ينظر اليه اخي؟ ثم صعد الشاحنة وقال :خذ تناول انت واختك من هذه الفاكهة قدر ما تشاؤن.... امسك اخي الحقيبة وبدء يأكل , ام انا لزمت الصمت من شدة االدهشة من ذلك التصرف النبيل ....!!؟ ثم اخذت قضمة من الذ شيء اكلته في حياتي وامسكت احد التفاحات وقدمتها له قائله: تفضل انها شهي حقاً شكرا لك .
- لالا شكرا لكن هذه الفاكهة لكم استمتعوا بها .ثم عدت الى اخي لارى مدى سعادته بتناول هذه الفاكهة ...فوجئت منه حينما رايته يضع قطعة من الفاكهة في فم والدتي ؟؟ ... ظنناً منه بأنها لا زالت حية ؟؟
وبعد بضعت لحظات وصلنا الى ذلك المبنى الضخم الذي يدعونه بالمشفى نزلنا وقد نادى سائق الشاحنة على الممرضين والحرس ليقوموا باخذ والدتي داخلاً .... وضعوها على سرير ذو عجلات وسارو بها الى الداخل وانا ولويس خلفهم .....ثم توقفنا وهم دخلو الى غرفة الفحص وبقيت احاول الامساك بيد اخي الذي يجهش بالبكاء يود الدخول ليبقى الى جانب والدتي لكنني لم ارد ان يرى ما يحدث لها ابداً ... فضممته الى صدري وجلسنا على مقاعد الانتظار........... وبعد ان غرق اخي بالنوم العميق خرج الطبيب والممرضين واشار لي بان ادخل لارى والدتي ...... ركضت مسرعة وقد تركت اخي نائم على المقعد ! وقفت امامها انظر الى حالتها التي لم تتغير منذ ان كنا في الشاحنة؟ ثم سمعت صوت الرجل الغريب خلفي يتحدث مع الطبيب قائلا : منذ متى توفيت يا دكتور ؟؟
- منذ بضع ساعات فقط .
التفت اليه بصدمة تكاد لا تحملها قدماي ومع توقعي الى هذه النتيجة اجبته قائلة :ماتت ؟ لالا ارجوك لا تقلها قل انها كذبة امي قوية لم تمت؟؟! صمت الطبيب ثم قال : أسف لم نستطع انقاذها فقد احضرتموها لنا هكذا واكمل مسيرته ليقوم بعمله بعد ان اخذته الممرضة ..........ربت ذلك الرجل الطيب على كتفي واخذني خارج الغرفة واشاره الى الممرضة الواقفة في الخارج ثم سرنا نحو اخي , التفت للخلف لارى ما كان لا يريدني ان اراه ...... دخلت الممرضة الغرفة وقامت بتغطيت وجه امي بغطاء ابيض واخذتها الى ثلاجة الموتى .. كان ذلك المنظر قاسياً جدا لكن ما كان اسوء منه هو كيفية اخبار اخي بما حصل ؟؟! جلست الى جانبه وقد استيقذ مباشرة وقبل اي شيء قال :ماذا حصل لوالدتي ؟ اجبته وانا اعلم الحقيقة المرة : انها بخير هيا تعال معي لنذهب في طريقنا وسوف يحضرها هذا الرجل بعد ان تتحسن .
واسرعنا بالخروج من المشفى بدون معاودة النظر الى الخلف حتى لا ابكي امام اخي ....... كان الرجل الطيب خلفنا فقلت لاخي ان ينتظرني بجانب الشاحنة وقد عدت اليه حتى اشكره على ما قدم لنا من عون, فأجابني بتواضع وشفقة : لا عليك يا صغيرة وارجو منك اخباري بكل ما يحصل معكم حتى اساعدكم في كل شيء .
- شكرا لك سيدي ,حقا انك رجل طيب ! لكن وبالمناسبة ما هو اسمك ؟
- اسمي تشارلز
- اهلا بكم سيد تشارلز
- ما رايكم ان تاتوا الى منزلنا الليلة لنعد لكم عشاءً شهي .
- نعم بطبع شكرا جزيلا , لكن لم تخبرنا هل لديك عائلة ؟
- نحن عائلة صغيرة نعيش في نزل لعمتي مؤقتاً ثم نذهب في الصيف الى منزلنا في الريف بعد ثلاثة اشهر .
- يا الهي كم انا متشوقة لتعرف على عائلتك يا سيد .
امسكت بيد لويس وركبنا الشاحنة نفسها ومضينا قدماً الى منزل السيد تشارلز ... لم اعد اشعر باليأس كما في السابق كأن الحياة فتحت لنا باب اخر ........ وعند وصولنا رحبت بنا السيدة زوجة السيد تشارلز ودخلنا الى صالة الاستقبال وقد حضر اولاد السيد الصغار (مايك و كيون) وقد فرحة لويس كثيرا بأولاد جيله.
اما انا فلم اشعر بمثل هذه السعادة من قبل ليس من اجل المنزل الرائع ! او الناس الطيبون هنا ! بل فقط من سماع قهقهت لويس تعم الارجاء .
وفي وقت العشاء جلسنا على سفرة كبيرة وبدأ الخدم بتجهيز المائدة ... لكن الغريب في الموضوع انهم تأخرو في احضار المشروبات فقامت السيدة زوجة السيد تشارلز ونادت احد الخدم وهمست بأذنه : من المسؤول عن تحضير المشروبات يا جيكوب ؟
- انه جاك يا سيدتي .
- حسناً اذا انصرف الان .
قرعت جرس صغير كان موجوداً على حافة الطاولة وقالت بصوت مرتفع : جاك اين المشروبات ؟
اسرع المدعو جاك بادخول وهو يحمل صينية المشروبات ووضعها على الطاولة ..... لكن امفاجأة القاتلة هي عندما رفع رأسه عن الطاولة وقد نظر في عيني وقفت عن الطاولة بدهشة لأمعن النظر بأبي الواقف امامي .....!!!
(الفصل الرابع )
ابتعد عن الطاولة وتقدمت أنا نحوه لأخبره بما لدي ثم صمت طويلا وقد بدأت عيناي بذرف الدموع ولم استطع الحديث معه ....! هل علي أن أعاتبه أم اسعد لرؤيته بعد أن بات ينظر إلي بنظرة الخزي والندم.
انحنيت أمامه وقد أمسكت بيده الضخمة قبل أن اقبلها أسرع بالجلوس أمامي وضمني إلى صدره وهو يبكي بحرقه , ضممته بكل قوتي وبت ابكي مثله ....... هل هنا تنتهي المعاناة وهل علينا قبول الذهاب معه وإكمال حياتنا !؟......... نظر أخي إلى والدي بتردد وكأنه يشك في صدقه لكنه تشجع بعد أن رآني أضمه من كل قلبي نظر إلى والدي وهو باسط ذراعيه ليضمه فتحرك ببطء ثم أسرعة بالجري حتى ضمه وقد اخرج كل ما في داخله من الم وضيق .
بقيت عائلة السيد تشارلز تنظر ألينا حتى أوضح لهم السيد تشارلز ما علاقة هذا الرجل بنا ثم خرجت أنا ووالدي حتى اخبره بما حصل لوالدتي ... جلسنا على المقاعد وبعد اخذ نفس عميق قررت البدء بالكلام عندها أسرع والدي بالمقاطعة وقال : لماذا والدتكم ليست معكم هل أصابها مكروه ؟؟ اومئت بالموافقة ثم قلت : لا ليست بخير لقد...لقد.. تلعثمت في شرح الموضوع ثم أكملت : لقد توفيت قبل مجيئنا إلى هنا .
- لا أرجوك لا تقولي مثل هذا الكلام !! ... ثم بكى ندماً على حاله وحالنا وبدء يقلب كفيه كـأنه قد خسر كل شيء ثم قال : وماذا عن لويس كيف تقبل الموضوع؟
- لم يعلم بعد ولم أشأ أن اجرح مشاعره أكثر .
- ويستحسن ألا تقولي له أبدا حتى تسير الأمور بشكل طبيعي ومن ثم نخبره .
- حسناً
- اعلم أن ما حصل معكم كان قاسياً جداً عليكم لكن أرجوك يا ليزا سامحيني على ترككم كل هذه السنين واعدكم بأن أعوض لكم عن كل شيء .
ضممته وقلت : أسامحك يا أبي من كل قلبي وابتسمت له .
قبلني على رأسي وقد ذهب ليخبر السيد تشارلز بموضوع رحيلنا وبعد الوداع الطويل حزمنا إغراضنا وخرجنا من المنزل وتحركنا باتجاه شاحنة السيد تشارلز ليقلنا إلى منزل أبي .
سمعت صوت احدهم يركض خلفي فلتفت لأرى كيون يحاول إلحاق بنا وهو يحمل لعبة جميلة ومرتبة لأخي لويس تعبيرا عن حبه امسك لويس باللعبة وقد فرح كثيرا على حصوله لمثل هذه الدمية النظيفة والجميلة !........... ركبنا جميعاً داخل الشاحنة ولويس يجلس بحضن والدي ... كنت في غاية السعادة وأنا نائمة على كتف والدي ويده تمسح على شعري ليشعرني بالأمان ثم توقفنا عند المنزل وقد نزلنا أنا وأخي منذهلين من منزل أبي الذي يشبه الكثير من المنازل هنا فهو مدهون وملون ويختلف كل الاختلاف عن منزلنا السابق !! لحظت تأخر والدي بعد ما نزلنا فعدت إليه وقد كان مع السيد تشارلز ليعطيه بعض المال الذي ادخره له حتى هذا الحين ....... كان مالا كثيرا وقد يكفي لسد كل حاجاتنا وشراء ما نريد !!
تحركنا سوياً وقد دخلنا المنزل وجلسنا على الأرائك المريحة وشربنا بعض العصير ... ثم قال والدي : سأذهب لأحضر شيئاً من السوق انتظروني .. خرج مسرعا ًمما جعلني اشك ما هذا الشيء الذي يريد إحضاره بكل هذه العجلة ؟؟ ...... وبعد نصف ساعة عاد أبي وقد احضر أكياسا كبيرة وجلس على الأريكة وتحوطنا نحن حوله ؟؟.......وقد اخرج ثوبا مزركش و ملون ومذهل وقد أعطاه لي قائلا : اذهبي ورتديه أود أن أراك فيه ثم سحب بزة سوداء مع قميص ابيض وربطة عنق حمراء وأعطاها لأخي وقال :هيا أيها السيد الصغير ارتدها بسرعة لدينا قائمة طويلة لنعدها .... سعدت كثيرا وارتدينا الملابس الرائعة وقد بدوت كأميرة حقيقية ثم سرنا خارجا إلى المدينة .............. شعرت بشيء من الافتخار وأنا أسير بثياب بدت أجمل من فساتين جميع الفتيات وكان الجميع ينظر لنا بدهشة وكأننا احد الأناس الأثرياء !!..ثم توقفنا عند بائع المثلجات وقد اشترينا أجود أنواعها ثم دخلنا احد المطاعم الفاخرة وتناولنا وجبة من ألذ وطاب وعند خروجنا ظننت بأن هذه الجولة الرائعة قد انتهت إلا أن آخر محطة توقفنا عندها كانت الأروع وهي مدينة العاب ضخمه جلسنا ثلاثتنا في احد هذه الألعاب الممتعة واستمتعنا فيها حقاً! ثم تجولنا في أسواق المدينة الجميلة وقد ابتاع أبي لي احد العرائس التي ترتدي فستاناً يشابه فستاني !........ كانت هذه أروع أيام حياتي وقد شعرت بسعادة حقيقية !!
وفي الليل نام لويس في حضن والدي من شدت التعب وقد سرنا إلى منزلنا ودخلنا مرهقين وجلسنا على الأرائك وقد غفونا فوراً واستمررنا في النوم العميق حتى استيقظنا على صوت قرع الباب ؟! كان الصوت مدويا فتساءلنا من يكون هذا الشخص الذي يريد ايقاذنا ألان ؟؟ كان أبي قلقاً وقد جهلنا سبب قلقه؟ وقد تحرك نحو الباب ونظر من فتحة الباب ليرى من هنالك ثم عاد مسرعاً وامسك بنا وقال : تعالوا بسرعة أنهم الشرطة تعالوا .....
- لكن يا أبي ماذا هناك لماذا تخشى الشرطة إلى هذا الحد ؟ أبي ؟....اجبني أبي ؟هيااا ..
- لقد أخطأت يا ابنتي لقد أخطأت ؟
- ماذا فعلت اجبني ؟
- سرقت بعض المال من احد التجار عند مجيئي إلى هذه المدينة لأعيل نفسي ومن ذلك اليوم والشرطة تلاحقني ..
- ما هذا الذي تقوله يا أبي لقد قلت لي بأنك أقلعت عن هذه العادة ما الذي فعلته لقد وشيت بنا ؟؟
- تحركوا بسرعة وصعدوا إلى سقف المنزل وسوف الحق بكم هيا اصعدي ؟ اصعدي
تحركنا بسرعة ونحن غير مدركين ماذا سيحصل ثم دخلنا غرفة قديمة على سقف المنزل وأمسكت ب لويس جيدا حتى لا يفلت مني .. ثم دخل رجال الشرطة مسرعين وكان أبي قد صعد وتوقف بعد أن أدرك انه لا مفر بعد ؟
ركض رجال الشرطة مسرعين ووقفوا جميعهم في صفوف وهم يحملون البنادق ! ...وقال احدهم : سلم نفسك ألان أيها السارق لا مهرب لك بعد من العدالة ...
- حسناً سأسلم نفسي إليكم لكن أرجوكم لا تقسو علي كثيراً في الحكم فأنا لم اسرق إلا بضع دولارات ؟
- اخرس ! من يسرق قرشاً يقدر أن يسرق بلداً تحرك ألان ..
وعندما تقدم إليه احد رجال الشرطة سحب أبي مسدساً كان قد دسه داخل بنطاله وأطلق النار على الشرطة فأسرعوا بإطلاق النار عليه حتى وقع أرضا !!
فخرج لويس مسرعاً على أبي دون أن يدرك خطورة الموقف فأطلقوا النار عليه وقد خيل لهم انه معاوناً للمجرم أبي وقد سقط أخي البريء أرضا ثم لم يأبهوا بقتله ونزل احدهم و نادى قائد الشرطة قائلا : لقد قضي عليه يا سيدي تمت المهمة
- حسناً فلنتحرك ......
وبعد أن ذهبوا خرجت لأنظر إلى بقايا أخي وأبي وتوقفت عند رأس أبي الملطخ بالدماء وأخي المستلقي إلى جانبه وهو يحتضن دميته التي أصبحت قذرة ألان ! عندها تمنيت لو خرجت وجعلتهم يطلقون النار علي لألحق بهم ثم تحركت إلى حافة المنزل ونظرت للأسفل لأرى مدى الارتفاع بالنسبة للأرض ورفعت قدمي على حافة الجدار لتحملني الرياح لألحق بعائلتي وها أنا اقترب شيئاً فشيئاً للأرض وها أنا اموو....!!
( النهاية )