تبدأ الحكاية عندما وقف ذلك الرجل الأنيق لشراء بعض الخضروات من المحل الموجود مقابل بيته، أعطته البائعة العجوز أغراضه
وتناولت منه ورقة من فئة العشرين دولاراً ووضعتها في درج النقود قبل ان تلاحظ أن يدها المبللة قد تلوثت بالحبر بسبب هذه الورقة
التي تركها هذا الرجل الثري كما يبدو عليه.
... راودتها الشكوك في صحة هذه الورقة النقدية ولكنها للوهة الأولى استبعدت ان يتعامل هذا الرجل المحترم بالأوراق المزورة،
ولكن بالرغم من هذا ونظراَ لفقرها الشديد قررت أن تتوجه للشرطة للتأكد من قيمة الورقة النقدية.
نظر رجل الشرطة للورقة بإعجاب نظراَ لتشابهها الكبير مع الأوراق النقدية الحقيقية وقال في دهشة: لو كانت غير حقيقية
فهذا الرجل يستحق جائزة لبراعته في رسمها.
أحضر الشرطي تصريحاَ لتفتيش منزل الرجل ووجدو في مخبأ سري أدوات لتزوير الأوراق المالية، وثلاث لوحات فنية رائعة
كان قد رسمها مذيلة بتوقيعه
قررت الشرطة مصادرة اللوحات وبيعها في مزاد علني. بيعت اللوحات بمبلغ 16000 دولار مما أثار ذهول الرجل وحزنه،
لأن رسم لوحة واحدة من هذه اللوحات يستغرق بالضبط نفس الوقت الذي يستغرقه في رسم ورقة نقدية من فئة العشرين دولاراً.
الرجل رسام موهوب بالفعل كان يضيع موهبته بتزوير المال بدل استغلالها في رسم اللوحات الفنية القيمة التي تجعله يحيا حياة كريمة جداَ.
لقد سرق ببساطة نفسه قبل أن يقترف أي جرم آخر.
ليس هو الوحيد الذي سرق نفسه، كثير منا في الحقيقة يجنون على أنفسهم، وسرقونها، ويبيعون طموحهم بثمن بخس ويهدرون عمرهم هباء.
كم عبقري أتت على عبقريته قلة الطموح وانتهت أحلامه عند حدود رغباته البسيطة التافهة ووجد نفسه بعد فوات الأوان.
فمن يا تُرى يستيقظ قبل فوات الأوان؟؟