أمي المحبوبة ، إنها امرأة أُحبها في هذه الدنيا بعد الله -سبحانه وتعالى- وبعد رسوله – صلى الله عليه وسلم-. إنها امرأة مهمة جدا في حياتي وأتمنى أن أكون مثلها في المستقبل لأنها في رأيي كانت مسلمة وبنتا وزوجة وأما كاملة ورائعة ، تتحلى بصفات كريمة وأخلاق محمودة ، تهتم بمسئوليتها خصوصا بدورها كالزوجة والأم ، وهي تحاول بالجهد لقضاء عهدها لأبنائها ، وتحاول أن تساعدنا في دراستنا ومشاكلنا .
أمي , أُحب أن أُخبرها عن دراستي وعلاقتي مع زملائي ومشكلتي الفقهية والدينية ، وهي دائما تحاول أن ترافقنا وتسمع كلامي وقصّصي ومشكلتي مهما كانت مشغولة بوظائفها في البيت ، ما من أحد مثلها. أحيانا لم أكن قويا لمواجهة المحنة والابتلاء ، وتجرى الدموع من عينيّ وهي ستعانقني بالحب والرحمة واللطف . أمي كانت امرأة ذكية جدا ! في جميع الوقت ، تقوم بالأفكار المعقولة جدا لحل مشكلتي ؛ أفكار لم أفكرها في ذهني قبل ذلك . غالبا تنصحني بالنصيحة والحماسة والشجاعة ، ما زلت أذكرها في ذهني ، واحد منها : "اجتهد قبل فوات الأوان".
أمي إنها بنت صالحة لوالديها ( جدين وجدتين ). هي تحاول زيارتهما والاتصال بهما بالهاتف وترسل الهدية لهما دوريا مهما كانت مشغولة بزوجها وأبنائها . لو يصاب جدي بالمرض ، ترجع إلى القرية بسرعة فائقة وبعد ذلك تتصل به حوالى أربع مرات يوميا! قالت لي في يوم : "كوني بنتا صالحة مهما كانت نجحت في الدنيا لأن الجنة ليست في نجاحك ولكن في رضا الوالدين ورضى الله في رضا الوالدين ".
أمي ، هي مسلمة مجتهدة وصابرة في الحياة ، كانت أول من تستيقظ في الصباح الباكر ، تقوم ببعض الصلاة النافلة وبعد ذلك تستعد بالفطور لنا والملابس لأبنائها الصغار . في النهار تقضي وقتها بالواجبات المنزلية وتساعدنا بالدروس في الليل ؛ كأنها تعمل أربعا وعشرين ساعة يوما بلا وقف ، من أجل أسرتنا وسعادتنا . أمي عندها خمسة أبناء وكلهم يتصفون بالأخلاق المنفردة والمختلفة ، ولكن تواجهها أمي بالصبر والدعاء إلى الله .
تضحي أمي كثير جدا من أوقاتها ومالها وطاقتها وجهدها من أجل سعادتنا ونجاحنا . إن خدمتها وتضحيتها كثيرة – لا تحصى- ولا يمكن أن أردها مهما كانت بالمال أو الذهب أو الدنيا وما فيها . أحبها حبا جما ولا يكون أحد مثلها وأحيانا تجرى الدموع من عيني عندما كنت بعيدا منها وأشتاق إليها إشتياقا شديدا . أدعو الله أن يسهل أمورها ويعطيها صحة وعافية ، والمال المفيد ، والسعادة في الدنيا والآخرة . أرجو الله أن يطيل حياتها لكي أستطيع أن أحفظها وأبرها وأرافقها طوال حياتها . عسى الله أن يغفر ذنوبها ويعطيها السعادة الحقيقية في الآخرة ؛ الجنة .