“أروع قصص الحب هى القصص الواقعية التى لم يتدخل خيال أديب فى نسج وقائعها، أو يفتعل أحداثاً أو انفعالات لأبطالها، فتأتى هذه القصص حية ويشعر القارئ بسخونة أحداثها وصدقها.” جاء هذا التعليق على لسان الكاتب “نبيل أباظة” على كتاب “أقنعة الحب السبعة” للأستاذ عبد الوهاب مطاوع – رحمه الله – والصادر عن دار أخبار اليوم ضمن سلسلة “كتاب اليوم”.
لقد جمع الأستاذ مطاوع – رحمه الله – فى هذا الكتاب 30 قصة حب انتقاها من الرسائل التى وردته من قراء بريد الجمعة على مدار 14 عاماً، يستعرض من خلالها أشكالاً متنوعة للحب: الطاهر والآثم.. الهادئ والعنيف.. الطويل والقصير.. ما ظلله الوفاء وأزكته التضحية، وما قتله الغدر ووأدته الأنانية.
كثيراً ما كان رد الكاتب يأتى مخالفاً لتوقعاتى، ومن أكثر المعانى التى وجدتها تكررت فى ردود الكاتب على العديد من الرسائل فكرة أن سعادة الإنسان لا يجوز أن تبنى على تعاسة الآخرين، وأن عليه تحمل مسئولية اختياراته حتى لا يظلم الآخرين ممن لا ذنب لهم.
وأدناه أسوق لكم بعض الاقتباسات من ردوده والتى تؤكد هذا المعنى:
لا تنظرى من ثقب الإبرة الضيق الذى لا ترين منه إلا مصالحك وأهواءك.
أخطاء الحياة لا ينبغى أن تُصحَّح على حساب الأبرياء الذين لم يرتكبوها، ولا بارتكاب أخطاء جديدة أشد هولاً. وحين يتأخر التصحيح عن موعده المناسب فإن الإقدام عليه فى الوقت الضائع يصبح خطأ آخر يضاف إلى أخطائنا القديمة ولا ينتقص منها.
وإذا اختار الإنسان لحياته بملء إرادته فمن واجبه الإنسانى والأخلاقى ألا يتنصل من تبعات اختياره أو يشتكى منها، أو يحاول فرض أوضاع جديدة تتعارض مع ما تعهد به منذ البداية وما قبل به راضيا وواعيا بما يفعل. نعم قد يتوقف الإنسان لحظات يراجع اختياراته ويشتكى مما يؤلمه ولكنه يمضى فى طريقه الذى اختاره وفاء بالعهد والأمانة.