السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكاتبة شهد حسين الخطيب :
خاطرة بعنوان :
" آماه "
تسألونني عن التضحية !! وتسألونني عن المعاناة !!
أسئلة جعلتني اضحك ...وفي داخلي فاضت مشاعر لتحرق قلبي الصغير في ريعان الطفولة . لم تغمض لها عين والى جانبها جسدي الصغير الممدد والذي يئن من مرض الأنفلونزا , ضحت بكل شيء .... من طلقات الولادة صبرت .....وسهرها على راحتي احتملت.... وابتسامتها المشرقة في كل صباح عندما أجد نفسي قد غفوة إلى جانبها ولا اعلم كيف ؟ فقط بمجرد ضمها لي يشعرني بأمان لم تشهده نفس .
ها قد بدأ جسدي ينمو .....وقدماي الصغيرتين يقفن ....ولساني ينطق ابسط الكلام من قبلة فابتسامة فحضن هكذا ترعرعت حتى أصبحت فتاة واعية في سن الخمسة عشر عام ولاستيقظ في صباح يوم كئيب وانظر من حولي وافتقد من هي إلى جانبي في كل صباح ؟؟ ...هرعت بسرعة وكالمجنونة بدأت اركض وابحث في كل زاوية ومكان بحثا عنك يا آماه.... عندها التفت للخلف بعد سماع رنات الهاتف المتقطعة , أمسكت بالسماعة ووضعتها على إذني منصتة إلى والدي وهو يزف ألي الخبر: أمك مريضة بسرطان ...!! فزعت !! وبدون أي رد أغلقت سماعة الهاتف واتجهت إلى المشفى في ثوان قليلة ....لم تكن تبكي ؟ أو حتى تشكي ؟ عندما قابلتها فقط تبتسم لي بعد أن اخفت علي الخبر منذ شهور ...ولم ترد من والدي إخباري بشيء حتى موعد العملية .....عاتبتها !! لماذا ..؟لماذا ؟ يا أمي لماذا لم تخبريني ؟ أرجوك يا أمي أجيبيني ؟..... أجابت بنبرة ملئها التعب الفاجىء : لم.. لم أرد أن أقلقك أو اشغل فكرك بي وما هي ألا بضعت أيام وسأعود لأرعاك من جديد فما هو إلا ورم صغير .... دخلت العملية ومرت الساعات حتى خرج الطبيب مطمأناً بالخير وقال : حمداً لله على سلامتها .... استفاقت بعد ساعات كلمتها ..ساندها لبضع أيام حتى أذن لها بالخروج والعودة بعد شهر لإكمال علاج بسيط واخذ بعض الأدوية الكيماوية حتى تتعافى بالكامل .... وطوال تلك الفترة كنت أحاول رد الجميل وطاعتها على كل ما قدمت من اجلي .... وبعد مضي هذا الشهر عدنا لإكمال العلاج وما كانت الصدمة اكبر! من أن يعاود الورم بالانتشار في كل زاوية ومكان !!لكن ما باتت لحظات حتى وتسارعت الأيام ولنسمع في مئذنة الجامع خبر وفاتك يا آماه !!!